من سلسلة الفلسفة الإسلامية
الفلسفة الإسلامية – عرض ونقد
لفضيلة الأستاذ الدكتور محمود مزروعة
أستاذ العقيدة والأديان بجامعة الأزهر وأم القرى
لم يكن لدى العرب قبل الإسلام فكر فلسفي، بل كانوا أميين لا يقرؤون ولا يكتبون، وكانت عقولهم أسيرةَ أنماطٍ محدودة من العادات والتقاليد والأعراف، فجاء الإسلام فحرر العقل من نطاقه الضيق (نطاق العادات والتقاليد)، ودعا الناس إلى استعمال عقولهم، وإطلاقها من إسار التقليد الأعمى، ومن ثم فقد مهَّد لنشأة الفلسفة الإسلامية، وأسهم في ذلك: تأثيرُ الإسلام في معتنقيه- من العرب وغيرهم- والفتوحاتُ الإسلامية، والمتكلمون، وحركة الترجمة، فنشأت الكثير من الاتجاهات الفلسفية، واشتهر كثير من الفلاسفة، ومنهم: الكندي، والفارابي، وابن سينا في المشرق، وابن باجه، وابن طفيل، وابن رشد في المغرب، وقد كان تأثرهم كبيرًا بالمدرسة الأرسطية والأفلاطونية، وغلبت على جهودهم سمة التوفيق بين أرسطو وأفلاطون من ناحية، والتوفيق بين الدين والفلسفة من ناحية أخرى.
وفي هذا الكتاب نعرض لجهود ومناهج جماعة من فلاسفة الشرق، وهم: (الكندي، والفارابي، وابن سينا) مبينين ما لهم وما عليهم، دون أن نحاكم أشخاصهم، وإنما نحن هنا نحاكم ونقوِّم فكرًا وفلسفة.
المصدر : http://dar-alyousr.com/?p=1963